سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق

قال تعالى : ﴿ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ﴾.

نشرت جريدة الوطن الكويتية في عددها الصادر اليوم الخميس تأريخ " 30/9/2004 " وهذا نص خبر الطفل حديث الولادة :



وهذا لا شك من الآيات الباهرة والتنبيهات الربانية ونحن نرى ولا شك في ذلك عندنا أن ما حصل في هذا الطفل وغيره كثير في زماننا ما هو إلا تأويلا للآية المتلوة في أول مقالتي هذه .

إن الله تعالى يري الناس عجائب قدرته العظيمة هذه في مخلوقاته البشرية لينذرهم وينبههم على قرب حدوث الأمر العظيم ، الذي سيتضح لهم به أن مواعيد الله تعالى ورسله كلها حق ، وأن الأمور بجملتها وتفاصيلها راجعة إليه سبحانه وحده لا شريك له في كل ذلك .

ولما كان الناس في غفلة من هذا وما زالوا أخذ الرب عز وجل ينبههم بمثل هذه الآيات العارضة ، الآية تلو الآية لعلهم ينتصحون ويستيقظون من غفلتهم ، ليعد كل منهم حساباته الأخيرة تَهيُأً لما هو آتٍ من أمور جليلة فاصلة ، يفرق الله بها بين الحق والباطل ، ويجلي بالفصل بين العباد حتى يعرف سائر الخلق من هم أولياؤه ، ومن هم أعداؤه .

يا لها من موعظة ربانية فهل من متعظ .

وهنا أنقل هذه الكلمات في خصوص تأويل هذه الآية القرآنية ، لمهدي الله تعالى وخليفته ، كلمات رددها من زمن ودونها في كتبه ناصحا ومذكرا .

قال عليه السلام : وهذا كله داخــل كما ذكـرت سابقا في عموم قوله تعالى : ﴿ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ﴾ . ومما لا شك فيه أن تصريف الريـاح من آيات الله جــل ثناؤه قـال في ذلك : ﴿ وتصــريف الرياح والسحــاب المسخـر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ﴾.

وما كان عذاب الكثير من الأمم السابقة إلا بتسليط الرياح عليهم .

وأختم هذا الفصل هنا على التنبيه على تحقق آية عظيمة في أيامنا هذه الأخيرة وهي داخلة في عموم آيات سورة فصلت ودلالتها أيضا ، ولها تعلق وثيق وتعد من أعظم البراهين على صدق وصحة أعظم أصل من أصول الدعوة المهدية ، وأعني بذلك اعتقاد عودة النبي عليه الصلاة والسلام آخر الزمان بعد تمكين حفيده المهدي المنتظر على ما قررته سابقا في كتابي ( رفع الإلتباس ) ، والآية المذكورة هي على الوجه الآتي :

ففي طوال نهار يوم الاثنين ( 13 شوال 1421 – 8 / 1 / 2001 ) والليلة التي قبله تعرضت الكويت والمناطق التي حولها من جزيرة العرب لأمطار غزيرة وكانت على ما صرح الإعلام الكويتي بالنسبة لمناطق الكويت , أن للجهراء نصيب الأسد من هذه الأمطار , إذ بلغت كمية الأمطار المتساقطة عليها بحسب تقرير إدارة الأرصاد الجوية (68) ملم , في حين كانت العاصمة (29) ملم , وفي السالمية (19) ملم( 55), وهذه الإشارة الأولى التي حفت بهذه الآية .

وقد استمرت السماء غائمة طوال تلك المدة إلى ما قبل تحقق خسوف القمر بأقل من ساعـة أو أكثر بقليل في ليلة منتصف شوال (14/10/1421 – 9 / 1/ 2001 ) وهذه هي الإشارة الثانية .

قالوا في جريدة الرأي العام الكويتية : لم تستطع الغيوم التي تلبدت بها سماء الكويت منذ ثلاثة أيام انصرمت !! حجب هذه الظاهرة الطبيعية ! التي كانت واضحة , فرويدا رويدا !! انقشعت الغيوم وانسحبت ليبدو خسوف القمر جليا . وشهد البعض ممن يقطن ببعض البلدان المجاورة للكويت بمثل هذا أنه حصل عندهم ؛ مثل منطقة حفر الباطن , والقيصومة من مناطق الجزيرة وأكدوا أن انقشاع الغيوم بدأ بعد صلاة العشاء , وكأن مسرحا أزيح عن تلك الآية , وورد في جريدة الشرق الأوسط قولهم : رغم تكاثف الغيوم في السعودية الليلة ما قبل الماضية تابع السعوديون الخسوف الذي ظهر كليا في الرياض .

وعلى هذا يكون جلاء الغيوم ما قبل الخسوف ليتمكن الناس من رؤية هذه الآية متصلا من الرياض إلى منطقة الحفر والقيصومة متصلا إلى الكويت , ولا يكون مثل هذا إلا آية بحد ذاته , إذ أن الغيوم دامت لعدة أيام قبلها ثم انقشعت ما قبل الآية في جميع تلك المناطق المتباعدة وهذا ما لا يكون من غير حكمة بالغة لله تعالى , فكيف إذا اقترن بغيره مما يشعر به الله تعالى تأكيدا ونصرة لدعوة المهدي ما يعد من أظهر دلائل صدق دعوته المؤيدة من الله جل ثناؤه .

أما الإشارة الثالثة : فتمثلت فيما جرى في اليوم التالي بعد آية خسوف القمر إذ قبض الله أرواح كل من ( محمد صالح محمد العثيمين ) , والمدعو ( محمد مهدي شمس الدين ) فالأول من أكابر مرجعيات علماء السنة في وقتنا هذا في السعودية , وأما الثاني فهو من أكابر مرجعيات الرافضة في لبنان , وغافل كل من لم يتفطن لدلالة قبض هؤلاء مقترنين في اليوم الذي تلى هذه الآية , وهم على تلك المكانة بهذين المذهبين , وبأسماء متوافقة بالرمزية والتواطئ مع ما قرره المهدي وصرح به قريبا من وقوع هذه الآية بكتابه ( رفع الالتباس ) , إذ صاح بكتابه هذا بإعلان أن النبي صلى الله عليه وسلم سيعود آخر الزمان وهو المهدي " محمد بن عبد الله " وأنه يسبقه خروج حفيده كذلك الملقب بالسفاح كما أخبر بذلك بنفسه علية الصلاة والسلام كما ورد في بعض الأخبار .

ومن عجائب نصرة الله تعالى للمهدي وتأييده لما قرر في ذلك الكتاب أن ضرب الله تعالى لتأييد قوله الأمثال على صحة ذلك وصدقه باليقظة لا المنام بعد توزيع نسخ من هذا الكتاب على الكثيرين من مشايخ جزيرة العرب , ومن أظهر تلك الأمثال دلالة على تأييد قول المهدي في ذلك الكتاب , أن أمات الله تعالى طفلا ثم بعثه بعد موته , وفي هذا أبلغ نصرة لاعتقاد المهدي عودة المصطفى عليه الصلاة والسلام , إذ أن هذا الحدث وقع بعد إنجاز ذلك الكتاب , وأيضا هذا الطفل الذي بعث بعد موته هو من أهل مدينة المصطفى !! وفي هذا أبلغ تأييد ونصرة , فهي آية أراد الله بها نصرة كتاب المهدي , وكيف ومكان هذا الطفل لا يكون إلا بالمدينة !! , وهذا مما لا يكون مجرد اتفاق من غير حكمة ربانية , فما علمت أن الأرواح تقبض لنصرة الباطل !! .

وزد على هذا أن الحادثة أعلنت في جريدة المدينة السعودية في نفس اليوم الذي أنهى فيه كتابة ( الرد على سلمان ) بخصوص هذه المسألة , أي أن الواقعة كانت أثناء كتابة الرد على سلمان ما يعني أني أرد عليهم من هنا وهو يرد عليهم من هناك , فسبحان القدوس المهيمن , فهذه نصرته لي فأروني نصرته لكم يا معشر الكذابين المكذبين , وهذا نص بعث الفتى بعد الموت نشرته جريدة المدينة السعودية " خرج من قبره وسط ذهول المشيعين !! طفل يعود إلى الحياة بعد دفنه ! قالت الجريدة :

هذا ما حدث للطفل معاذ وليس ضربا من ضروب الخيال .. وكأن القصة أشبه بمعجزة في عصر انتهت فيه المعجزات اهـ .

أقول : كذب محرر الخبر بل إن المعجزات مع بعث المهدي قد عادت وهي بازدياد إلى أن يقبض الله أرواح المؤمنين سبحانه , وتأكيدا لقولي أن الله تعالى يضرب الأمثال نصرة لهذه الدعوة , أقول تمعن أخي المؤمن باسم الفتى هذا الذي اقترنت به هذه الآية فستجده بابا من أبواب ضرب الأمثال باليقظة ( معاذ عبده مهيوب !! ) أرأيتم كيف أني صادق؟ . ( كتاب تعبيد الموارد ص 66 )